KCham8
الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَتُوْبُ اِلَيْهِ, وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعَمَالِنَا. مَنْ يَهْدِ اللهِ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلَّا اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ, وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ. أُوْصِيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ, وَأَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَتِهِ, وَأَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ. أَمَّا بَعْدُ.
اَيُّهَا الـنَّاسُ, اِسْمَعُوْا مِنِّى اُبَيِّنُ لَكُمْ فَإِنِّي لاَأَدْرِيْ لَعَلِّيْ لاَأَلْقَكُمْ بَعْدَ عَامِيْ هذَا فِى مَوْقِفِى هَذَا.
اَيُّهَاالـنَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْـوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذَا، فِى شَهْرِكُمْ هذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا. اَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اَللَّهُمَّ اشْهَدْ. فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا اِلَى مَنِ ائتَمَنَهُ عَلَيْهَا. وَاِنَّ رِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعَةٌ, وَاِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَبْدَأُبِهِ رِبَا عَمِّي العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ, وَاِنَّ دَمَاءَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعَةٌ, وَاِنَّ أَوَّلَ دَمِ عَامِرٌ بْنِ رَبِيْعَة بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ, وَاِنَّ مَآثِرَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوْعَةٌ غَيْرَ السِّدَانَةِ ( اَيْ السِّدَانَةِ الكَعْبَةِ ) وَالسِّقَايَةِ ( اَيْ السِّقَايَةِ الْحَاجِّ ) وَالْعَمْدَ قَوْدٌ وَشِبْهَ الْعَمْدِ مَا قُتِلَ بِالْعَصَا وَالحَجَرِ, وَفِيْهِ مِائَةُ بَعِيْرِ. فَمَنْ زَادَ فَهُوَ مِنْ اَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ.
اَيُّهَا النَّاسُ, اِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ اَنْ يُعْبَدَ فِى اَرْضِكُمْ هَذِهِ, وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ اَنْ يُطَاعَ فِيْمَاسِوَى ذَلِكَ مِمَّا تَحْقِرُوْنَ مِنْ اَعْمَالِكُمْ فَاحْذَرُوْهُ عَلَى دِيْنِكُمْ.
اَيُّهَا النَّاسُ, اِنَّمَا النَّسِيْىءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا يُحِلُّوْنَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُوْنَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَاحَرَّمَ اللهُ, وَاِنَّ الزَّمَانَ قَدِاسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ, وَاِنَّ عِدَّةَ الشُّهُوْرِ عِنْدَ اللهِ اِثْنَاعَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللهِ, يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ, مِنْهَا اَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثُ مُتَوَالِيَاتٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ : ذُوَ القَعْدَةِ وَ ذُوَ الْحِجَّةِ وَالمْحُرَّمُ وَرَجَبُ الَّذِي بَيْنَ جُمَادِى وَشَعْبَانِ, اَلَاهَلْ بَلَّغْتُ؟ اَللَّهُمَّ اشْهَدْ.
اَيُّهَا النَّاسُ: اِنَّ لِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقَّا, وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقَّ اَنْ لَا يُوَطِّئْنَ فَرْشَكُمْ غَيْرِكُمْ, وَلَا يُدْخِلْنَ اَحَدًا لِتَكْرَهُوْنَهُ بُيُوْتَكُمْ اِلَّا بِاِذْنِكُمْ وَلَا يَأْتِيْنَ بِفَاحِشَةٍ, فَاِنْ فَعَلْنَ فَاِنَّ اللهَ قَدْ اَذِنَ لَكُمْ اَنْ تَعْضُلُوْهُنَّ وَتَهْجُرُوْهُنَّ فىِ المَضَاجِعِ وَتَضْرِبُوْهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَاِنِ اِنْتَهَيْنَ وَاَطَعْنَكُمْ فَعَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوْفِ. وَاِنَّمَا النِّسَاءُ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لَا يَمْلِكُنَّ لَأَنْفُسِهِنَّ شَيْئًا. اَخَذْتُمُوْهُنَّ بِاَمَانَةِ اللهِ, وَاسْتَحْلَلَتُمْ فُرُوْجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ. فَاتَّقُوْا اللهَ فِى النِّسَاءِ, وَاسْتَوْصُوْا بِهِنَّ خَيْرًا, اَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ الَّلهُمَّ اشْهَدْ.
اَيُّهَا النَّاسُ : اِنِّى تَرَكْتُ فِيْكُمْ مَا اِنِّى اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُوْا اَبَدًا اَمْرَيْنِ اِثْنَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَّبِيّكُمْ.
اَيُّهَا النَّاسُ اِسْمَعُوْا مَا اَقُوْلُ لَكُمْ تَعِيْسُّوْابِهِ.
اَيُّهَا النَّاسُ, اِنِّمَا المُؤْمِنُوْنَ اِخْوَةٌ, وَلاَ يَحِلُّ لِامْرِئ مَالُ اَخِيْهِ اِلَّا عَنْ طِيْبِ نَفْسِ مِنْهُ, اَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اَللَّهُمَّ اشْهَدْ : فَلَا تَرْجِعَنَّ بَعْدِيْ كُفَّرًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَاِنِّى قَدْ تَرَكْتُ فِيْكُمْ مَا اِنْ اَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوْا بَعْدَهُ. كِتَابُ اللهِ, اَلَاهَلْ بَلَّغْتُ؟ اَللَّهُمَّ اشْهَدْ.
اَيُّهَا النَّاسُ, اِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ, وَاِنَّ اَبَاكُمْ وَاحِدٌ, كُلُكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابً, اِنَّ اَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ اَتْقَاكُمْ. لَيْسَ لِعَرَبِيّ عَلَى عَجْمِيّى فَضْلٌ اَلَّا بِالتَّقْوَى. اَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اَللَّهُمَّ اشْهَدْ. قَالُوْا : نَعَمْ. قَالَ فَلْيُبَلِّغُ الشَّاهِدُ الغَائِبَ.
اَيُّهَا النَّاسُ, اِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ وَارِثٍ نَصِيْبَهُ مِنْ المِيْرَاثِ, وَلَا تَجُوْزُ لِوَارِثٍ وَصِيَّتُهُ, وَلَا تَجُوْزُ وَصِيَّةٌ فىِ أَكْثَرَ مِنَ الثُّلَثِ, وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ. مَنِ ادَّعَى اِلَى غَيْرِ اَبِيْهِ اَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيْهِ, فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَاْلمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِيْنَ, لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.